هل تعبتم من كثرة المساومة مع الأطفال لتحصلون منهم على القليل من التعاون؟ هل تشعرون بالإحباط لقلة احترامهم لكم؟ إذا كان جوابكم بالإيجاب فإنكم لستم الوحيدون فهناك الملايين من المربين يشاركونكم هذا القلق.
فماذا حصل لالتزام الأطفال بالنظام؟؟ هل كان التلفاز والأفلام هم المسؤولين عما حدث لأبنائنا؟ هذا ما يعتقده الكثير من الناس، بينما يعتقد آخرون أن المشكلات الاجتماعية هي السبب، مثل الفقر,الغنى ,العنف ,وتمزق العائلة. هل هو نظام التعليم، أم نظام الحياة اليومية، ربما أن كلاً من هذه العوامل له دور فيما حدث للأطفال وهذا لا يدعو للعجب... سبحان الله.
ربما سمحنا للأطفال أن يتخذوا قرارات ليس من حقهم أن يتخذوها، وحينما لجأنا إلى المكافئات والعقوبات، شعرنا بأننا مرغمون على التغاضي عن تحدي الأطفال المكشوف حينما يرفضون أن يتقبلوا نظامنا. وينتهي بنا الأمر أن نشعر بأنه ليس في يدنا حيلة فهذا نظام الأطفال هم الأطفال... وهذا ما نسمعه من كل إنسان إنك لا تستطيع فعل شيء لتغييرهم. إن لهم في نهاية المطاف حرية الإرادة، أليس كذلك؟ فكل ما نستطيع أن نفعله إذن أن نغير أنفسنا.
فإذا سرنا مع هذا المنطق وأقلعت الأم عن المحاولة وأغلقت الباب فماذا ستفعل حينما يتزايد هذا التحدي؟ أذكر لكم مثالاً جاءتني أم في الروضة تسجل طفلتها فسألتها عن شخصيتها لأجد لها المعلمة المناسبة فقالت لي أنها دائماً تصمم على تنفيذ رغباتها مهما كانت وذكرت أنها تنصاع لرغبات طفلتها في النهاية بعد جدال طويل وتتعذر لذالك بقول جدتها أنها عنيدة مثل أباها أصلحها الله ونفع بها والديها فهل ستجد هذه الطفلة من سينفذ طلباتها مستقبلاً..؟
إن الوالدين اللذين يسمحون لأبنائهم بالتحدي في أمور صغيرة عليهم أن يعدان نفسيهما لمعانات طويلة فالتحدي لا يذوب ويختفي بل انه ينمو بسرعة. الأطفال بطبيعتهم يحبون العيش في بيئة يشملها النظام والحدود الواضحة وبالإمكان تعليم النظام باختصار من ثلاثة أجزاء كل واحد منها لا غنا عنه:
1. تدريب الأطفال أن يطيعوا الأنظمة وتوجيهات الكبار، ويلتزموا بقواعد المسموح والممنوع فالطفل يستجيب بطريقة سريعة لهذا المنطق.
2. تعليم الأطفال المهارات الخاصة بتحمل المسؤولية والتعاون منذ الصغر.
3. اتخاذ القرارات والتعلم من الخبرات الشخصية، فإذا أردنا للأطفال أن يحملوا المسؤولية وهم كبار، فإنهم يحتاجون أن يعطوا حرية أكثر فأكثر كلما كبروا مع تقديم التوجيه والنقاش لهم حتى يتعلموا من ذلك.
وأخيراً.. إليكم بعض مفاتيح تعليم النظام:
v لا تعطي الطفل مطلقاً مجالاً للاختيار حينما يصل الأمر إلى حدود المسموح والممنوع.
v إذا ساومت من أجل الطاعة اليوم، فسوف تتوسل للحصول عليها غداً، فالمساومة شرك أو فخ إذا وقعت فيه فستجد أنك ستضطر عاجلاً أو آجلاً إلى عرض المكافئات ويصبح سلوكك غير معقول أبداً.
v إن الأطفال الذين أحسن تدريبهم يكون قد أحسن تعويدهم، مثل: تعويد الطفل على طاعة التعليمات الصغيرة (إذا سمحت / شكراً / تفضلي / الأذكار البسيطة / التسمية / مخافة الله في كل مكان)، والعبارة التالية فاجأني بها ابني في الصف الثاني الابتدائي (ترك الذنب أفضل من الاعتذار) كان يرددها كثيراً ويدرك معناها فقد عودهم الأستاذ عليها وهذا جزء من نظام الفصل فجزاه الله عنا كل الخير.
ومع لقاء آخر بإذن الله تعالى وحديث موسع عن مفاتيح أخري للنظام وأمثلة مشوقة.
اللهم بارك في أولادنا ولا تضرهم ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم اللهم آمين..
حصة بنت سليمان السويلم