( على الرئيس أن يعترف بأنه أخطأ في استغلال مأساة 11 أءيلول لتبرير الحرب على العراق ، الحرب أنتجت إراهبين أكثر تصميماَ على مهاجمة بلدنا وجعلت أمريكا أقل آمناً ) نبدأ بهذه السطور للسناتور الديمراقطي إدوارد كينيدي يوم الجمعة 10 أيلول 2005 .
استقيظ العالم صباح الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م على وقع التفجيرات التي دكت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وجزءاً من وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن مخلفة وراءها نحو ثلاثة آلاف من المدنيين ظن كثيرون أن ما يشاهدونه مجرد خدعة أو حركات سينمائية لكن الجميع أفاق على هول الكارثة وهو يرى برجي التجارة وهما يتهاويان على لأرض وتهوى معهما كرامة الولايات المتحدة وكبرياؤها وغرورها .
وظهر لنا أبوجهل القرن الحادي والعشرين بعبارته الشهيرة ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ولتطبيق هذه السياسة التوسعية جرى الترويج لبعض المفاهيم والافكار (الحرب على الإرهاب ) و ( الحروب الاستباقية ) و (نشر الديمقراطية في العالم ) و ( محور الشر ) و ( أوروبا القديمة ) و (الفوضى الخلاقة ) و ( الحرب داخل الاسلام ) و ( الاسلام المعتدل ) و ( الترويج لكراهية الآخر ) و ( إصلاح الخطاب الديني ) ، ونيجة لهذه المفاهيم تعرضت الانتفاضة الفلسطينية لقمع اسرائيلي وحشي تحت ذريعة مكافحة الارهاب .
ورغم بذور القوة التي زرعتها الولايات المتحدة بطول العالم وعرضه إلا أنها لم تجن من وراء ذلك الا الفشل والخيبة وبلغت خسائرها في تالعراق وافغانستان (30) مليار دولار وباتت امريكا مرادفا للفوضى والعنف حتى التدخل الجراحي الذي تمثل في الدفع بالمحامي الشاب الأسود باراك أوباما لم تفلح في إصلاح ما أفسدته إدارة أبوجهل القرن العشرين .
ومضة :
(ففي سنن النسائي و أبي داود بسند صحيح: أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أتى يوم فتح مكة بـعبد الله بن سعد بن أبي السرح ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه، وأمر الصحابة أن يقتلوه في أي مكان وجدوه ولو كان معلقاً بأستار الكعبة. فجاء به عثمان بن عفان فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عثمان و عبد الله بن سعد أمام عينيه وبين يديه، وإذا بـعثمان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: بايعه يا رسول الله! فغض النبي صلى الله عليه وسلم الطرف عن عبد الله بن سعد وسكت ولم يرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال عثمان ثانية: بايعه يا رسول الله! فلم يمد النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال عثمان ثالثة: بايعه يا رسول الله! وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي من عثمان ؛ لأن عثمان رجل تستحي منه الملائكة، فقال عثمان في الثالثة: بايعه يا رسول الله! فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايع عبد الله بن سعد ثم انصرف والنبي صلى الله عليه وسلم غاضب حزين، فالتفت النبي إلى أصحابه وقال: (أوما كان فيكم رجل رشيد يراني قد كففت يدي عن بيعته؛ فيقوم إليه ليقتله، فقال الصحابة: هلا أومأت إلينا بعينك يا رسول الله! فرد النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين)