في ذات يوم ذهبت إلى جبال السلط لأمتع ناظري برؤية حبيبتي و معشوقتي القدس.....
لاتظهر القدس تماماً.....
لكن يكتفي المرء بشم ريحها عن بعد و برؤية أضوائها.....
واسئلوا العشاق عن ذلك.....
فامتطيت جواد الشوق للقائها.....
توقعت ألا أزيح ناظري عنها.....
توقعت ألا يسعني الوقت لأرشف منها جميل المشاعر.....
توقعت أن ألتقي بضالتي.....
لكن.....وكما قال الشاعر:
وما كل نفس حين ترى حبيبها تسر وما كل الفراق يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه فليس بمأمون عليها سرورها
ما إن رأيتها لم أستطع أن أنظر إليها.....
صدمت..... ذهلت..... صعقت.....
أراها أسيرة في أيادي الغدر فبأي عين أنظر.....؟
أراها كسيرة حزينة فبأي عين أنظر.....؟
أراهافتية في أحضان العهر فبأي عين أنظر.....؟
فنادتني بصوت خافت لا يكاد يسمع من شدة الحزن و الأسى ( إني أراك يقظ فأيقظ من حولك كبر فيهم الله..... أرهم إياني بمنظورك فتح أعينهم..... فتح آذانهم..... إفتح قلوبهم وانزع الوحش الذي يرقد و يسيطر عليهم.....)
فصرخت بأعلى الصوت.......
(( أعاهدك يا قدس على أن أعمل على تحريرك ))
أعاهدك..... أعاهدك.....
مع تحيات أبو أسيد الغريب